كما المرة السابقة كذلك هذه المرة، في مصادفة غريبة، اموس هوكشتاين يحط في تل ابيب، منجزا هدنة كلف بالتحضير لها، مع الدوحة وقطر بعيدا عن الاعلام، بتكليف شخصي من البيت الابيض، ووفقا لقنوات خاصة، فيما وصل فجاة الى بيروت وزير الخارجية الايرانية، التي يجزم كثيرون انه يلعب دور قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني، ناقلا رسائل بالجملة الى المعنيين، لم تتضح صورتها او مضمونها حتى الساعة، علما ان الوقت لا يزال متاحا امام انفلات الامور، في ظل تاخير بدء تنفيذ الهدنة في غزة، وانعكاس ذلك على العمليات العسكرية جنوبا وشمالا، واخرها استهداف مجموعة قياديين من حزب الله.
مصادر ميدانية، رجحت ان ما حصل من استهداف لقادة المقاومة الخمس في احد منازل بيت حانون، لم يكن يستهدف شخص نجل رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، انما نتيجة جهد رصد عسكري، وجهد امني – استخباراتي، ادى الى كشف الخلية القيادية، نافية ان يكون الامر نتيجة خرق لدى الحزب،حيث يبدو ان طائرات من دون طيار كانت ناشطة في سماء المنطقة، فاستهدفتهم نتيجة لباسهم العسكري، دون تحديد هوياتهم.
ووفقا لمصادر مطلعة فان الغارة الاسرائيلية التي حصلت مساء وادت الى استشهاد كوادر حزب الله، بينهم نجل رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، وقائد القطاع، وآمر سرية في قوات الرضوان، وقائد الوحدة الصاروخية في القطاع، انما جاءت بناء على معلومات استخباراتية دقيقة، ذلك ان المنزل الذي تواجدوا فيه هو منزل احد مسؤولي حزب الله المعروفين في المنطقة، وقد شوهدوا اكثر من مرة وهم يترددون اليه.
وتابعت المصادر ان ما يحصل على الارض، وبعد تحليل المعطيات الجارية بعد كل عملية، بين ان ثمة جهات اخرى غير اسرائيلية ايضا فاعلة، وتلعب دورا اساسيا، ظهر نسبة لاساليب العمل والتدخل الجاري، والقدرة على متابعة الاهداف، فعلى سبيل المثال تبين ان الشهداء الذين سقطوا نتيجة استهداف احدى الدراجات النارية، انما هم من عناصر القوة الصاروخية وكان سبق واطلقوا قبل ساعات صاروخ بركان من منطقة الخيام.
وتشير المصادر الى ان ما يحصل يؤكد ان جهدا استخباراتيا كبيرا يبذل، كما ان آلية اتخاذ القرار في اختيار الاهداف وتوقيت التعامل معها انما مختلفة عن العادة، وتطلب وسائل تقنية للرصد والمتابعة من الجو والارض، ما يرجح وجود تدخل اميركي مباشر.
واكدت المصادر ان الضربة لن تؤثر على قدرات الحزب، مشيرة الى ان الحزب سيحدد مكان وزمان الرد، ولن يتعاطى من منطلق رد الفعل المتسرع، اذ ان ظروف الميدان هي الحاكمة، فاذا كان المطلوب استدراج الحزب لينزلق الى مكان تريده اسرائيل، فهو امر لن يحصل.
اوساط دبلوماسية في بيروت المحت الى ان التدخل العسكري والامني المباشر على الساحة الجنوبية ، ضد حزب الله انما هو مزدوج الاهداف، اولا، ردا على رسائل الامين العام لحزب السيد حسن نصرالله التهديدية من جهة، وثانيا، من باب الردع، وردا على الاستهداف المتكرر للقواعد العسكرية في كل من سوريا والعراق.
وختمت المصادر بان اللعبة الجارية والتي بدات تتسع عناصر المواجهة فيها، من تحت الطاولة ومن فوقها، بقدر ما سمحت بتعزيز معادلات الردع وحدود الضربات واحتوائها، رغم تخطيها النطاق المحكوم بقواعد الاشتباك، الا انها في نفس الوقت قد تؤدي الى انفلات الوضع نتيجة قرار خاطئ بالرد او الاستهداف قد يتخذه احد طرفي المواجهة، وهو ما يقلق المعنيين والرسميين في الدولة.