ضجة كبيرة بدأت تدوي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن نشرت العلامة التجارية dolce&gabbana، في حسابها عبر موقع إنستغرام مشاهد من الكليب المصور لمغني الراب الأميركي Montero Lamar Hill والذي عُرف باسم Lil Nas X.
العلامة التجارية الشهيرة عبرت عن فرحها وافتخارها باطلالات المغني المعروف بين جيل الشباب الأجنبي، هذه الاطلالات التي طبعت D&G بصمتها عليها!
ما حصل في الحقيقة يعود للأسبوع الفائت، بعد أن أطلق Lil Nas X أغنيته الجديدة تحت عنوان J Christ، (أي يسوع المسيح)، وخلال الأغنية حاول المغني إظهار تغلبه على التجارب والصعاب حتى وصل الى هذه المرحلة من حياته قبل إطلاقه الوثائقي الذي ينتظره معجبوه والذي يتناول قصته.
لتتوالى بعد ذلك المشاهد، التي صورها باطلالات فاضحة ورقصات خلاعية، بحيث ظهر برقصة اباحية في حضن الشيطان، وجسد مشاهد من الكتاب المقدس، من قصة نوح والطوفان الى النبي موسى وصولا الى الراعي الصالح، ومشاهد مواجهته مع الشيطان… ليتجرأ ويقوم بارتداء مشلح أبيض ويصور نفسه على الصليب بأظافر طويلة وعدد من الراقصين يكملون استعراضهم تحت رجليه.
الكليب الذي حصد حتى الآن أكثر من 10 ملايين مشاهدة على يوتيوب، لم يسلم من الانتقادات اللاذعة، في الصحافة الأجنبية وخاصة من قبل مغنيي الراب المسيحيين الذين عبروا عن سخطهم ورفضهم لما شاهدوه، حيث اعتبروا أنه اهانة واضحة للسيد المسيح وللدين المسيحي.
ولا بد من ذكر أن مغني الراب قد نشر فيديو عبر تيك توك، سخر فيه من مشهد العشاء السري في الإنجيل، فظهر وهو يرتدي ملابس المسيح، ويأكل القربان ويشرب معه جرعات من الكحول، كما نشر مشاهد أخرى لرقصه داخل الكنيسة ومشاهد من خلف الكواليس وغيرها.
وبدأت حملة هجوم كبيرة بحق Lil Nas X، الذي أطل بفيديو، نشره على كل حساباته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليقدم اعتذارا خجولا ويوضح هدفه من المحتوى الذي قدمه، وقال:”لم أقصد أن يكون الأمر يتعلق بأكل لحم الانسان (مشيرا الى الفيديو الذي مثل فيه العشاء السري) أو أي شيء غريب. لكنني أعتذر عن ذلك. سأقول إنني آسف لذلك… لقد كان ذلك مبالغًا فيه”، مضيفًا أنه لم يكن يقصد أي ضرر بالفيديو أو الأغنية.
وأوضح أن “لم أقصد السخرية… لم يكن المقصود القول “اللعنة عليكم أيها الناس… تبا للمسيحيين”، لم يكن الأمر كذلك… كان المقصود أن أقول إنني عدت مثل ما عاد يسوع المسيح… وأنا لست أول شخص يرتدي زي يسوع. أنا لست مغني الراب الأول، ولست الفنان الأول، ولن أكون الأخير”.
وكان المقطع الذي تبلغ مدته أربع دقائق قد بدأ بمقدمة قال فيها: “هذا الفيديو ليس محاولة لجعل الجميع في صفي أو للدفاع عني، هذا أكثر من ذلك لتصفية ذهني بشأن قراراتي الخاصة. أعلم أنني أخطأت بشدة هذه المرة. ويمكنني أن أتصرف كما أريد، لكن من المؤكد أن ذلك يؤثر سلبًا على نفسيتي.”.
وعلى الرغم من ادعائه أن الفيديو لم يكن بالضرورة اعتذارًا عن الأغنية، إلا أنه اعتذر لاحقًا عن فيديو تيك توك والجوانب الأخرى من العرض الترويجي للأغنية.
ومع أنه كان يعلم أن الصور المنفردة ستثير الجدل – لأن “الدين موضوع حساس” – إلا أن ناز قال إنه لم يتوقع أو ينوي أن يؤدي ذلك إلى الإساءة إلى الكثير من الناس.
وقال في الثواني الأخيرة من المقطع: “لقد وُضعت على هذه الأرض لتقريب الناس من بعضهم البعض وتعزيز الحب… هذا هو انا. أنا لست رجلاً شيطانيًا شريرًا يحاول تدمير قيم شخص ما. هذا ليس أنا.”
وبعد الجدل والأخذ والرد، وبعد مرور أسبوع على عرض الفيديو، قررت D&G أن تنشر في حسابها على انستغرام الصور الثابتة من إطلالات Lil Nas X والتي كانت من توقيعها، من ملابس المسيح على الصليب التي ارتداها الى الأكسسوارات، والصلبان، وتاج المسيح وغيرها…
الا أن المنشورات الثلاثة لم تمر مرور الكرام، فما لبثت الصور أن انتشرت حتى بدأ الهجوم الشرس على العلامة التجارية العالمية المعروفة من خلال التعليقات، وانتشرت الدعوات الى مقاطعتها، ولم يكن الأشخاص المسيحيين هم فقط من استفزهم المشهد، بل الجمهور من ديانات مختلفة، والذين اعتبروا أن المشاهد معيبة وغير أخلاقية وأكثر من مستفزة.
هذه الحملة الهجومية، لم تؤثر في الشركة التي أبقت المنشورات على صفحتها، إلا أنها حذفت صورة واحدة من منشور واحد كانت تظهر Lil Nas X بزي المسيح المصلوب على الصليب.
وبعد ساعات من نشر الصور، انطلقت الحملة الهجومية على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث بدأ المؤثرون بالتحدث عن الصور المنتشرة والتي استفزت الناس من كل الأعمار والديانات، واعتبر البعض أنه من الضروري مقاطعة D&G.
وفي النهاية، الحقيقة هي أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها تحقير الديانات “لغاية في نفس داوود”، وبالطبع لن تكون الأخيرة، فتحت راية حرية التعبير تبخرت كل الضوابط، وأصبحت المحرمات والمقدسات لعبة بيد “أطفال الشيطان”، الذين هم على استعداد لبيع أرواحهم بهدف الشهرة والمال، فهل سيكون لهذه القصة تتمة؟ وهل ستتفاعل الأمور بشكل أكبر؟ أم أن القصة انتهت عند هذا الحد؟
وكان لا بد أن نختم بكلمات سيدنا يسوع المسيح على الصليب، حين قال: “أغفر لهم يا أبتاه لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون”، إلا أن من يفعلون كل هذه الأمور اليوم يدرون ويعرفون ويقصدون، ويبقى السماح عند الله.