في تقريرٍ جديدٍ له، قال موقع “now14” الإسرائيليّ إنّ حركة “حماس” باتت وكيلاً فعلياً لـ”حزب الله” في لبنان، مُدعياً أنّ الأخير وبترسيخ علاقته مع الحركة، أوجدَ شريكاً “سُنياً” للسيطرة على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
ما مدى المنطق في هذا الكلام؟
منذ العام 1992 تاريخ بدء العلاقة الفعلية بين “حماس” و “حزب الله” في جنوب لبنان، كانت المخيمات الفلسطينية قائمة، كما أن النقاش بشأنها كان أساسياً لاسيما أنّ البحث في وضعها كان مهماً وتحديداً خلال إتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهليّة اللبنانية عام 1990.
وللإشارة التاريخية، فإنّ علاقة “حماس” بـ”حزب الله” بدأت حينما أبعدت إسرائيل 400 فلسطيني، بما في ذلك قادة من الحركة، إلى بلدة مرج الزهور اللبنانية الحدوديّة. هناك، قامت المجموعتان بأول اتصال لهما، ومنذ ذلك الحين، شهدت العلاقة تعاوناً أكبر على مر السنين، حتى أنّ إسرائيل اغتالت 3 مسؤولين في حزب الله شاركوا في تطوير تلك العلاقات.
بشكلٍ أو بآخر، يتبين أن الكلام الإسرائيلي المطروح عن “الحليف السني”، إنما قد يفتح الباب أمام علاقة الحزب مع المخيمات، في حين ترى مصادر مطلعة على أجواء الأخير أن ما تحمله تلك الأفكار يمثل “إطاراً فتنوياً” بحتاً.
تقول مصادر الحزب لـ”لبنان24″ إنّ الحزب لم يتدخل يوماً في شؤون المخيمات، فهناك سلطة موجودة تنسق مع الدولة اللبنانية، في حين أن الوضع القائم فيها لا يؤثر على الحزب بشيء، بل على العكس، فإن من مصلحة الحزب “إبقاء التنوع” قائماً في مخيمات اللجوء حتى وإن كانت “حماس” تسعى لتعزيز نفوذها فيها.
إنقلاب داخلي؟
إنقلاب داخلي؟
مصادر “فتح” أيضاً توقفت عند التقارير الإسرائيلية الجديدة، فقالت لـ”لبنان24″ إنّ هناك محاولات لزرع الشقاق في إطار فتنوي بين الحزب من جهة وحركة “فتح” من جهة أخرى، وقالت: “الكلام الإسرائيلي يُصور أن هناك إنقلاباً يدبره الحزب ضدّ فتح، وهذا الأمر ليس وارداً أصلاً. في الأساس، العلاقة مع الحزب عميقة كما أن الأخير لا يتدخل بشؤونها حتى وإن كانت علاقته مع حماس جيّدة”.
ولفتت المصادر إلى أن “فتح على تواصل وتنسيق مع الحزب”، وأضافت: “إبان اندلاع حرب جنوب لبنان، حصلَ تواصلٌ بين الحركة والحزب لتنسيق التعاون وتم وضع إطار يؤكد إستعداد فتح لمساندة الحزب في أي أمرٍ، سواء أكان عسكرياً، لوجستياً أو على صعيد العديد. التكامل كبير بين الطرفين وهذا ما تؤكد الكثير من الوقائع المرتبطة بالتعاون المستمر والدائم”.
لا مصلحة
بالنسبة لـ”حزب الله”، فإن “تمركز حماس” في لبنان لا يعني “تغليب” سطوتها في الداخل، خصوصاً أنه ما من جهة لبنانية سترضى بأن يتم تكريس لبنان ساحة جديدة لتنظيمات فلسطينية جديدة باتت خارج “أسوار” المخيمات، مثل “حماس”.
بحسب مصادره، فإنه ليس من مصلحة الحزب تغليب طرفٍ فلسطيني على آخر، فالمسألة ستخدم الإسرائيليين أولاً، في حين أنّ كسر نفوذ “فتح” سيعني ضرباً لكل القرارات الدولية والعربية التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً للفلسطينيين.
بالنسبة لـ”حزب الله”، فإن “تمركز حماس” في لبنان لا يعني “تغليب” سطوتها في الداخل، خصوصاً أنه ما من جهة لبنانية سترضى بأن يتم تكريس لبنان ساحة جديدة لتنظيمات فلسطينية جديدة باتت خارج “أسوار” المخيمات، مثل “حماس”.
بحسب مصادره، فإنه ليس من مصلحة الحزب تغليب طرفٍ فلسطيني على آخر، فالمسألة ستخدم الإسرائيليين أولاً، في حين أنّ كسر نفوذ “فتح” سيعني ضرباً لكل القرارات الدولية والعربية التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً للفلسطينيين.
إزاء كل ذلك، فإنّ الحديث عن تكريس “حليف سني” جديد للحزب في المخيمات، يشير أيضاً إلى مخطط لتوسيع نفوذ الأخير هناك، وقد يكون ذلك بمثابة “مُبرر” لضربها أو قصفها في حال حصول أي حرب. الكلام في هذا الإطار قد يكون “ذريعة” لدى الإسرائيليين، والأهم هو “تدارك” ذلك بشكل سريع.
هنا، الرسالة يجب أن تُفهم “فلسطينياً” ولدى الحزب، ومن الضروري جداً أن يكون التنسيقُ على مستويات عليا وعلنية بين “فتح” والضاحية الجنوبية لتأكيد التمسك بشرعية وجودها داخل المخيمات، أقله لكسر نظرية المؤامرة التي يروج لها الإسرائيليون.
هنا، الرسالة يجب أن تُفهم “فلسطينياً” ولدى الحزب، ومن الضروري جداً أن يكون التنسيقُ على مستويات عليا وعلنية بين “فتح” والضاحية الجنوبية لتأكيد التمسك بشرعية وجودها داخل المخيمات، أقله لكسر نظرية المؤامرة التي يروج لها الإسرائيليون.