لبنان

السيد نصرالله يطل غداً ومعه “بوصلة” المرحلة المقبلة

الراي

تشكّل إطلالةُ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابٍ يوم غد في الذكرى الرابعة لاغتيال قاسم سليماني ما يشبه «البوصلة» التي يَعتبر كثيرون أنها ستحدّد مَعالم المرحلة المقبلة في ما خص الوضع جنوباً وآفاقه كما واقع ساحات «محور الممانعة» في ضوء«الشبْك» الذي حصل بينها منذ 7 أكتوبر على قاعدة «توزيع الأدوار» والمهمات و… الأهداف.

وعلمت «الراي» أن نصرالله سيوجّه في معرض ردّه على التهديدات الاسرائيلية والمطالبات بتنفيذ الـ 1701 بحذافيره إلى صوغ موقفٍ لن يعطي ما قد يُفسّر تطمينات لاسرائيل التي سيؤكد أنها «مردوعة»، وأن المطلوب وقف الحرب على غزة لتعود جبهة الجنوب إلى ما كانت عليه قبل 7 أكتوبر، وأن أي تصعيد من تل أبيب في اتجاه عدوان على لبنان سيُقابل بما يلزم، كما سيتناول مسألة وحدة الساحات من بوابة التكامل الذي ارتسم بين أدوار أطراف محور المقاومة في كل ساحة.

ولن يغيب عن خطاب نصرالله ما نُقل عن مسؤول إسرائيلي من أن «بعض القوات التي انسحبتْ من غزة ستكون مستعدة للتناوب على الحدود الشمالية مع لبنان، ولن نسمح للوضع على هذه الجبهة بالاستمرار، وفترة الستة أشهر المقبلة هي لحظة حرجة «وأن إسرائيل «ستنقل رسالة مماثلة إلى المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين الذي يقوم بمهمات مكوكية إلى بيروت» التي تَرَدّد أنه سيعود إليها خلال يناير الجاري، وصولاً إلى دعوة عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان إسرائيل إلى معاودة «احتلال جنوب لبنان»، قائلا إن «على لبنان أن يدفع بالأرض» ثمن الأضرار الناجمة عن هجمات «حزب الله» على شمال إسرائيل.

كما يُفترض أن تحضر في هذه الإطلالة التطورات المستجدة في البحر الأحمر الذي يشهد تسخيناً متصاعداً مع عبور مدمّرة إيرانية مضيق باب المندب نحوه، وذلك غداة أول مواجهة أميركية مباشرة مع الحوثيين وإغراق 3 قوارب لهم وقتْل طواقمها، وصولاً لمؤشراتٍ إلى استعداد بريطانيا لشن ضربات جوية «مؤلمة» ضد الحوثيين تحت عنوان «ردْع التهديدات التي تتعرّض لها حرية الملاحة في البحر الأحمر»، وذلك على وقع تقارير عن خطط وُضعت لهذه الغاية وأن من المتوقع في سياقها استخدام طائرات سلاح الجو البريطاني للمرة الأولى أو المدمرة HMS Diamond.

وفيما يرتبط لبنان حُكْماً بمجمل هذه «الشبكة» من التوترات الآخذة في التمدد، فإن أوساطاً مطلعة استوقفها قرار الولايات المتحدة بسحب «الوحش الاميركي» أي حاملة الطائرات «جيرالد فورد» بعد نحو 80 يوماً من مجيئها إلى شرق البحر المتوسط لدعم إسرائيل وبهدف «ردع حزب الله في لبنان وإيران عن توسيع الصراع إقليمياً».

 

وبدا من الصعب تفسير القرار الأميركي الذي راوح بين كونه تعبيراً عن «اطمئنانٍ» إلى أن الحرب في غزة لم تعُد قابلة للتوسع في اتجاهٍ تفجيري شامل، وبين أن الأمر قد يكون في سياق رسالة إلى اسرائيل التي كرّر رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، أمس «ان هناك توافقات وخلافات مع واشنطن» في ما بدا إشارة إلى التباينات في شأن مراحل الحرب وما بعدها وجبهاتها المحتملة، وبين أن سحب حاملة الطائرات مردّه إلى استشعار بأن ثمة تكاملاً في الأدوار ولا سيما مع البريطانيين يملأ أي فراغ ستتركه <جيرالد فورد>

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى