أخبار العالم

الكيان يُحاكم!

زهراء قصير

منذ زرعه في منطقتنا في عام 1948، لم يواجه الكيان الصهيوني دعوى مقامة ضده في محكمة دولية، وفي مضبطة من 84 صفحة فنّدت دولة جنوب أفريقيا دعواها المرفوعة ضد الكيان في محكمة العدل الدولية في لاهاي متهمة إياه بإرتكاب جريمة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة. تشكّل هذه الدعوى سابقة تاريخية، ولم يكن للكيان مفرٌّ من المثول بل هو ملزم بذلك بحسب القانون الدولي. ومآلات هذه الدعوى تفاعلت أمس في الصحف العبرية والأجنبية، فمراسل قناة “كان” الإسرائيلية في لاهاي قال: “لا شك أنّ اليوم كان قاسياً على “إسرائيل” على خلفية المحاكمة”، المحاكمة التي جرت بالأمس وستجري اليوم علقت عليها صحيفة “نيويورك تايمز”، أنّ “اختيار إسرائيل الدفاع عن نفسها شخصياً أمام محكمة العدل الدولية يدلّ على خطورة لائحة الاتهام والمخاطر الكبيرة لسمعتها ومكانتها الدولية”. وفي سياق متصل، قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، إنّ “صدور أمر مؤقت من محكمة العدل الدولية بوقف إطلاق النار من شأنه أن يضع حلفاء إسرائيل وخاصة الولايات المتحدة في مأزق”، وأضافت أنّ “القضية في محكمة العدل الدولية تزيد من الضغوط الدولية على إسرائيل لتقليص حربها أو إنهائها”.

وذكر موقع “أكسيوس” الأميركي، أنّه يمكن أن تكون لهذه القضية آثار خطيرة على سمعتها العالمية وتمثّل سابقة قانونية”. أيضاً، كريغ مخيبر، المسؤول الدولي الذي استقال احتجاجاً على تعاطي الهيئات الأممية مع الوضع في قطاع غزة، قال إنّ “جنوب أفريقيا تتحدّى بدعوتها الإبادة الجماعية الإسرائيلية في المحكمة”، واصفاً الدعوى بـ “صدع في جدار الإفلات من العقاب منذ 75 عاماً”، وقال إنّ “قضية الإبادة الجماعية ضد الحكومة الإسرائيلية ليست مجرد وثيقة قانونية مهمة، بل إنّها صرخة حاشدة للمجتمع المدني”، بدورها، قالت صحيفة “ذي إنترسبت”، إنّ “77 مجموعة في جميع أنحاء العالم تدعم دعوى إبادة جماعية ضد إدارة بايدن في محكمة أميركية”.

وما يواجهه الكيان أمام محكمة العدل ليس بأقل من مأزقه في الجنوب والشمال، وفي المستوطنات الشمالية يعيش ما تبقّى من سكان تحت ضغط فقدان مقومات الحياة وبالأمس عادوا إلى “العصر الحجري” بعد انقطاع الكهرباء عن عدة مستوطنات بفعل صواريخ المقاومة بحسب رئيس لجنة مستوطنة مرغليوت الذي غمز من قناة غالانت الذي هدد غير مرة بإعادة لبنان الى العصر الحجري. واعتبر اعضاء المجلس المحلي لكريات شمونة ان ما تعيشه المستوطنة هو “أسوأ أزمة” في تاريخها، بانقطاع كل مقومات الحياة “من أمن ورفاهية وتعليم وبنية تحتية”، وأعلنت قناة 12 العبرية أن صفارات الانذار دوّت في المستوطنات الشمالية 934 مرة منذ السابع من اكتوبر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى