لبنان

توازي لواء “جولاني”… لماذا تخشى إسرائيل وحدة الرضوان؟

تشكّل مصدر قلق دائم لإسرائيل، وقياداتها على رأس قائمة المهدّدين بالاغتيال. ويبدو أن المهمة الإسرائيلية بدأت، حيث تم اغتيال القيادي وسام الطويل “الحاج جواد” بغارة، وكان سبقه اغتيال 4 قياديين من النخبة، في بيت ياحون، كانوا برفقة عباس محمد رعد.
هي فرقة الرضوان، التي تُعتبر أبرز قوات النخبة في حزب الله، وتحمل الإسم الحركي للقائد العسكري عماد مغنية “الحاج رضوان”، الذي أسّسها بعد حرب تموز عام 2006. فلماذا تخشى إسرائيل هذه الفرقة تحديداً؟
“وحدة “الرضوان” هي وحدة قوات خاصة، مهمتها الأساسية هي الهجوم، وتم إعدادها للدخول إلى شمال فلسطين المحتلة، في أي مواجهة كبرى مع إسرائيل، وهي تنتشر في الجنوب إلى جانب “أفواج العباس” المماثلة لها أيضاً”، كما يكشف العقيد المتقاعد أكرم سريوي في حديث لموقع mtv، وهذه المهمة كفيلة بتبرير القلق الإسرائيلي واستهدافها المباشر لها.
ويوضح سريوي أن “وحدة قوة الرضوان هي واحدة من خمس وحدات لحزب الله، تتمركز في جنوب لبنان، وتتولى وحدة “نصر” الدفاع عن القطاع الغربي من الحدود حتى نهر الليطاني، توجد خلفها وحدة “بدر” من الليطاني وحتى صيدا، وتتولى وحدة “عزيز” الدفاع عن القطاع الشرقي، وخلفها وحدة “حيدر” في البقاع الأوسط، وهذه الوحدات مهماتها الأساسية هي الدفاع، والرد على الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان”.
فما الذي يميّز هذه الفرقة؟ يجيب سريوي: “اكتسبت شهرتها من خلال المشاركة في الحرب السورية، خصوصاً في منطقة القصير، وأخيراً طبعاً من خلال مشاركتها في المواجهات الدائرة في الجنوب مع قوات العدو الإسرائيلي. ويتمتع عناصر هذه الفرقة بمهارات قتالية عالية، ولديهم كفاءة وخبرة جيدة، ورجالها بغالبيتهم يتمتعون بشجاعة وروح قتالية استشهادية، ومجهّزون بأسلحة حديثة، وتقنيات متقدمة في الرصد والاتصال وتنفيذ عمليات الإغارة. وهم يعرفون جيداً أنهم يتولون أصعب المهام في الحرب، ومستعدون لذلك طبعاً، وهذا ظهر في المناورات والتدريبات التي عرضها حزب الله”. ويستطرد قائلاً: “هذا السبب تحديداً، هو ما يثير قلق إسرائيل من هذه الفرقة، وتحاول منذ عام 2006 جمع المعلومات عنها واغتيال قادتها”.
وعن حجم هذه القوة، يشير إلى أنه “وفق بعض التقديرات فإن هذه الفرقة تضم أكثر من 3000 مقاتل، وبالتالي يمكن القول إنّها لم تتضرر كثيراً حتى الآن, وما زالت تحتفظ بكامل جهوزيتها لتنفيذ المهام الموكلة إليها، إذا ما توسعت دائرة الحرب”.
ويضيف “طبعاً لا يملك حزب الله أسلحة حديثة كافية لمواجهة إسرائيل في حرب تقليدية، وهو لا يعتمد أصلاً على أساليب الحرب التقليدية. فإسرائيل تملك تفوقاً في الطيران والمدرعات والمدفعية، وحتى في المسيرات والدفاعات الجوية. لكن الحزب يعتمد على القتال بمجموعات صغيرة، وأسلحة المضاد للدروع، خصوصاً صواريخ “الكورنت” الروسية، وترسانة الصواريخ الضخمة والمتنوعة التي تصل إلى عمق إسرائيل، ولقد درّب عناصره على القتال المتقارب والالتحام مع العدو”.
وبالتالي أي موقع تشغله هذه الفرقة في المعركة والميدان؟ يقول سريوي: “إذا أردنا المقارنة بين قوة “الرضوان” وقوات لواء “جولاني” الإسرائيلي، فإن نوعية التسليح متقاربة، وحتى نوعية وأساليب التدريب متشابهة، ولكن يبقى أن عناصر الرضوان يتمتعون بروح قتالية استشهادية عالية وفق قناعة ايديولوجية ثابتة. وبينما يحتفل جنود “جولاني” بخروجهم سالمين من المعركة، يحتفل عناصر “الرضوان” بزف الشهداء منهم على طريق القدس”.
صحيح أن التصعيد جنوباً لا يزال ضمن قواعد الاشتباك، إلا أن إسرائيل التي تلقّت صفعة كبيرة في السابع من تشرين الأول 2023 في غزة، تخشى من عنصر المباغتة ومن تكرار “طوفان الأقصى” في أي مكان آخر. وهذا سبب إضافي لخوفها من قوة كوحدة الرضوان، مهمتها الأولى أن تقتحم الحدود.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى