الشرق الاوسط

الحكومة الأردنية تساير التيار وتتخلى عن اتفاقية الطاقة والمياه مع إسرائيل

العرب

اضطرت الحكومة الأردنية إلى مسايرة التيار الشعبي والسياسي الذي يطالبها بالمزيد من الخطوات والإجراءات ردا على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وأعلنت حكومة بشر الخصاونة عن قرار بعدم التوقيع على اتفاقية لتبادل الطاقة في مقابل المياه مع إسرائيل، لكن مراقبين يستبعدون أن يكون القرار نهائيا، لافتين إلى أن الهدف منه امتصاص الغضب الشعبي.

ويشهد الأردن مظاهرات حاشدة لاسيما أيام الجمعة، تنديدا بالعدوان الإسرائيلي المستمر على غزة منذ أكثر من شهر والذي راح ضحيته الآلاف من المدنيين.

وتتصدر جماعة الإخوان المسيرات وتطالب بإلغاء كافة الاتفاقيات المبرمة مع إسرائيل بما يشمل اتفاقية وادي عربة للسلام الموقعة عام 1994.

ويقول متابعون إن حكومة الخصاونة وجدت نفسها أمام سقف مطالب عال، وأمام محاولات من “الطابور الخامس” للتشكيك في جهودها للضغط من أجل وقف حرب غزة، ما دفعها إلى إعلان قرار عدم التوقيع على الاتفاقية.

وأكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي الخميس أن بلاده لن توقع اتفاقا لتبادل الطاقة في مقابل المياه مع إسرائيل في ظل استمرار القصف الإسرائيلي على غزة.

وقال الصفدي في مقابلة مع قناة “الجزيرة” القطرية إن “اتفاقية الطاقة مقابل المياه كان يجب أن توقع الشهر الماضي، ولكن لن نوقعها”.

وتساءل “هل تتخيلون وزيرا أردنيا يجلس إلى جانب وزير إسرائيلي لتوقيع اتفاقية بينما تقتل إسرائيل أهلنا في غزة؟”.

وأوضح الصفدي أن “ما تقوم به إسرائيل أوجد بيئة من الكراهية التي لا يمكن أن تكون هناك علاقات سلمية طبيعية معها”.

ووقعت المملكة في 24 نوفمبر 2021 في دبي إعلان نوايا مع إسرائيل برعاية أميركية للتعاون في إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية وتحلية المياه. وبدأت دراسات جدوى المشروع العام الماضي.

وتشكل الاتفاقية أهمية كبرى بالنسبة إلى الأردن الذي يعد من أكثر الدول التي تعاني فقرا مائيا، ويقول مراقبون إنه من المرجح أن تعود عمّان وتوقع الاتفاقية بعد أن تهدأ الأوضاع في غزة.

وتظاهر آلاف الأردنيين الجمعة في عمّان وعدد من المحافظات الأردنية للإعراب عن تضامنهم مع الفلسطينيين في قطاع غزة.

وانطلقت تظاهرة من أمام المسجد الحسيني الكبير في وسط العاصمة بعد صلاة الجمعة في ظل تواجد أمني كثيف. وهتف المتظاهرون الذين تجاوز عددهم خمسة آلاف شخص، بحسب الشرطة، “اهتف سمّع كل الغرب، نتنياهو مجرم حرب”. وحملوا لافتات هاجمت إسرائيل والعرب والولايات المتحدة.

ومن اللافتات التي كان بعضها بالعربية وأخرى بالإنجليزية “أميركا رأس الإرهاب”، و”بايدن مجرم حرب وقاتل الأطفال”، و”أوقفوا العدوان”.

وقال مراد العضايلة الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية للإخوان المسلمين في الأردن، إن “أميركا هي رأس الإرهاب، أميركا وإدارتها الصهيونية هي المسؤولة عن الجريمة التي تجري في غزة الآن، أميركا اليوم هي التي تقتل أطفالنا وشبابنا ونساءنا وتدمّر المستشفيات وتقوم بجرائم حرب في غزة”.

وطالت الهتافات اتفاق السلام الموقّع بين الأردن وإسرائيل، إذ قال البعض “وادي عربة مش سلام، وادي عربة استسلام”.

واستدعى الأردن في الثاني من الشهر الحالي سفيره لدى إسرائيل، منددا بـ”الحرب الإسرائيلية المستعرة على غزة التي تقتل الأبرياء وتسبب كارثة إنسانية غير مسبوقة”، كما أعلم إسرائيل بعدم إعادة سفيرها الذي سبق أن غادر المملكة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى