العين على مثلث أربيل – العراق – سوريا في الرد على اغتيال الموسوي
عبارة “كليشيه” باتت تعقب كل اعتداء إسرائيلي أو أميركي يستهدف قيادات إيرانية رفيعة المستوى من قائد الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني إلى كبير المستشارين رضي الموسوي الذي اغتالته ضربة إسرائيلية قرب السيدة زينب في دمشق.
الرد الإيراني على الجريمة سيأتي من مكان ما، لكن على الاستخبارات الإسرائيلية أن تتوقع حجمه، متى وأين، ومن سيطال.
وإذا عدنا إلى الرد على اغتيال سليماني في بغداد، لا بدّ من أن نتوقف عند ما كشفه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، إذ قال: “تواصل معنا الإيرانيون ليبلغونا أنهم بصدد الرد حفاظاً على ماء الوجه، وأنهم سيستهدفون قاعدة عين الأسد في العراق بصواريخ دقيقة، فقمنا بإخلاء القاعدة، وفيما كان الكل قلقاً، كنت أنا مطمئناً، لأن الرد شكلي والصواريخ دقيقة، فكانت النتيجة محدودة الأضرار”.
هذا الكلام الصادر عن ترامب، قد لا يصدر مماثل له عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المهزوم منذ السابع من تشرين الأول الماضي تاريخ “طوفان الاقصى”، وقد لا تنسّق طهران أي رد مع تل أبيب، لأنها على يقين بأن نتنياهو يسعى إلى جرّ أكثر من طرف إلى أزمته السياسية والعسكرية، وهو يريد منذ اليوم الأول للأعمال العسكرية توريط الولايات المتحدة وإيران وتوسيع نطاق الحرب علّه يخرج منها بشبه انتصار يأتي على متن حاملات الطائرات الأميركية. لكن الأميركيين كانوا واضحين منذ البداية إذ أكدوا أن حضورهم على عجل إلى شرقي المتوسط يأتي كعامل ردع منعاً لتوسّع الجبهات، وعليه فهم لن ينقادوا لرغبات نتنياهو الشخصية، فجاءت الضربة لإيران في سوريا، وجاء البيان الإيراني مشابهاً للبيانات التي تصدر من دمشق عند كل اعتداء إسرائيلي: “نحتفظ بحق الرد في المكان والزمان المناسبين”.
أما لماذا مثلث أربيل-العراق-سوريا فيقول الخبير لموقعنا: “تبدو أربيل التي تغلي بالوجود الاستخباري الإسرائيلي الموقع رقم واحد الذي قد يشهد الرد الإيراني عبر تنفيذ عملية اغتيال لأحد ضباط الموساد، أو ضرب المصالح العسكرية والتجارية الإسرائيلية في المنطقة، كما أن الرد قد يأتي في إحدى دول أميركا اللاتينية، ولم يستبعد وجود أصابع إيرانية وراء التفجير الذي استهدف سفارة تل أبيب في الهند والذي لم يوقع إصابات ما يذكرنا بالرد على اغتيال سليماني وقصف قاعدة عين الأسد الأميركية حيث لم يسجل سقوط إصابات خطيرة.