مقالات

رسائل أميركا الخارجية و أهدافها للداخل الأميركي  

رسائل أميركا الخارجية و أهدافها للداخل الأميركي

إدارة بايدن و التي لا تختلف في نهجها عن إدارة ترامب في دعمهما للكيان الصهيوني يخوضان حرباً إنتخابية على حساب مصائر شعوبنا الإسلامية.

بعد تلقي القوات الأميركية المحتلة لصفعات متتالية من قوى المقاومة الإسلامية في العراق و سوريا و كذلك نجاح هذه القوى في تسديد ضربة ضد قوات أميركية في الأردن ، أدى ذلك إلى إنقسامات في الأوساط السياسية الأميركية تجاه كيفية التعامل مع ملفات منطقتنا ، و هذه الإنقسامات تنطلق من خلفيات إنتخابية خالصة .

هناك من يعتبر بأن مثل هذه الضربات قد تجاوزت الخطوط الحمراء، و لكنه تناسى بأن الأميركي هو من سحق تلك الخطوط عندما إغتال قادة النصر (رض) و كذلك باستهدافه للحشد الشعبي و قادته و مقاتليه و كذلك ضرب مقراته .

رسائل التهديد و الوعيد الأميركية الخارجية ليست بجديدة على واقعنا ، و لكن الجديد هو مدى الشرخ الذي بدأ يتحقق في أمريكا نتيجة لإنعكاس الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني على وجودات الأميركي اللاشرعية في المنطقة.

الإدارة الأمريكية المحشورة في أكثر من زاوية تحاول تصدير أزماتها الداخلية إلى الخارج عبر رسائل من الترهيب و الوعيد علّها تنفّس عن مدى التذمر من سياساتها و لتسكت بها أصوات الداخل السياسي الأميركي حتى لو دفعها ذلك لتنفيذ هجمات هنا أو هناك لحفظ ما تبقى من ماء وجهها الذي أريق بفعل ضربات المقاومة .

الأميركي الذي يبحث عن مخرج لأزماته الآن قد يتمادى نتيجة لغبائه و لضعف موقفه في ردة فعله ، فإنه سيدفع أثماناً أشد كلفة عن السابق ، و لذا كان موقف السيد عبد الملك الحوثي واضحاً و مبدئياً تجاه ذلك حيث عرّى الموقف الأميركي و البريطاني الداعمين للصهاينة و كشف عن مدى الهزال الذي تعيشه هذه القوى رغم الدعاية في الإعلام، حيث قزّم السيد من مدى فاعلية هاتين القوتين في البحر الأحمر كما يقزّم و يحجّم الجيش اليمني تحركات السفن الأميركية و غيرها تلك المتجهة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.

أما في العراق ، فإن الأميركي يحاول أن يلتقط أنفاسه بعد تشكيله لما أسماها بلجنة العمل المشترك ، و هو هنا يراهن على تبريد الأجواء الميدانية عبر تسخينها و تصعيدها من طرفه إعلامياً ، و هذا النهج يتضح من خلال التصريحات المتضاربة في أقطاب الإدارة الأميركية و الأوساط المعارضة لها ، حيث يتبادل الطرفان كرة الإنتقادات فيما بينهما .

و أخيراً…. فإن الأميركي يحاول إستغلال من سقط من قتلى في جيشه المحتل لترويج حملة دعائية يُرهب به البعض السياسي في واقعنا و الذي توانى في سحبه لملف السيادة المسلوبة سابقاً ، و لكن هذا الأميركي في الواقع يضع في حسبانه ألف حساب لأية خطوة قد ينجر إليها و التي ستكون ليس من صالحه بشكل مطلق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى