مقالات

تقرير لـ”The Guardian”: الشرق الأوسط ينزلق إلى حافة صراع إقليمي أوسع

ترجمة رنا قرعة - The Guardian

منذ هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول ورد فعل الأخيرة الشرس في غزة، أصبحت منطقة الشرق الأوسط على شفا حرب إقليمية.

وبحسب صحيفة “The Guardian” البريطانية، “في غضون ساعات من اندلاع حرب غزة، بدأ حزب الله في لبنان بإطلاق النار على بلدات وقرى شمال إسرائيل تضامناً مع الفلسطينيين، مما أدى إلى شن غارات جوية إسرائيلية رداً على ذلك، وهاجمت قوات الحوثيين في اليمن سفناً في البحر الأحمر على صلة بإسرائيل. ومن جانبها، قامت الولايات المتحدة بنقل حاملتي طائرات والمجموعات الضاربة المرافقة لهما إلى المنطقة، حيث تعرضت القواعد الأميركية في سوريا والعراق لهجمات متكررة من الجماعات المرتبطة بإيران، مما أثار انتقامًا سريعًا من واشنطن. وفي الوقت نفسه اندلعت احتجاجات في الضفة الغربية على قصف المدنيين في غزة، وسرعان ما سعى المستوطنون اليهود المتطرفون إلى ركوب موجة الغضب الإسرائيلي من خلال الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وترويع سكانها”.
وتابعت الصحيفة، “كل الأحداث التي سبقت لديها القدرة على إشعال حريق كبير في الشرق الأوسط، وقد أظهرت الأيام القليلة الماضية مدى سهولة التصعيد، وسواء أكان مقصودًا أم لا، يمكن أن يدفع إسرائيل إلى مواجهة مفتوحة مع إيران، ويجذب الولايات المتحدة أيضًا. وأدت غارة جوية إسرائيلية خارج دمشق إلى مقتل شخصية بارزة في الحرس الثوري الإيراني، السيد رضي موسوي، الذي كان مسؤولاً عن الاتصال العسكري بين سوريا وإيران. وبعد وفاة موسوي، أصدر الحرس الثوري الإيراني بيانا أعلن فيه أن “النظام الصهيوني الغاصب والوحشي سيدفع ثمن هذه الجريمة”.
وأضافت الصحيفة، “وفي الوقت نفسه، أطلق حلفاء طهران الحوثيون النار على قوة المهام البحرية “حارس الازدهار” بقيادة الولايات المتحدة والتي تم تجميعها لحماية الشحن في البحر الأحمر. وأسقطت السفن الحربية الأميركية العشرات من الطائرات المسيّرة وكذلك مجموعة من الصواريخ الباليستية. من جانبها، أصدرت القيادة المركزية الأميركية بيانا قالت فيه إن واشنطن لديها “كل الأسباب للاعتقاد بأن هذه الهجمات تم تعزيزها بالكامل من قبل إيران”.
وبحسب الصحيفة، “إذا تعرضت سفينة حربية أميركية لهجوم، فسيتعرض الرئيس الأميركي جو بايدن لضغوط شديدة لتقديم رد حاسم. ويوم الخميس، كتب رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، نفتالي بينيت، تعليقا في إحدى الصحف الأميركية يعبر فيه عن وجهة نظر الكثيرين في الطرف المتشدد من المؤسسات الأمنية في كل من إسرائيل والولايات المتحدة بأنهم محكوم عليهم بمحاربة وكلاء إيران إلى أجل غير مسمى حتى يتم الاستيلاء على إيران بشكل مباشر. وكتب بينيت في صحيفة وول ستريت جورنال: “يجب إسقاط إمبراطورية الشر الإيرانية. يجب على الولايات المتحدة وإسرائيل تحديد هدف واضح وهو إسقاط النظام الإيراني الشرير. ليس هذا ممكنا فحسب، بل هو أمر حيوي لسلامة الشرق الأوسط وأمنه والعالم المتحضر برمته”.
وتابعت الصحيفة، “يوم الجمعة، انعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمناقشة العنف في الضفة الغربية، لكن الجلسة سرعان ما انخرطت في مناقشة حرب إقليمية. ورفض السفير الإسرائيلي جلعاد إردان قضية عنف المستوطنين في الضفة الغربية باعتبارها صرف الانتباه عن التهديد الذي يشكله حزب الله في لبنان. وقال إردان: “إن الوضع في شمال إسرائيل يصل إلى نقطة اللاعودة”، مرددًا تحذيرًا متكررًا بشكل متزايد من المسؤولين الإسرائيليين بأن بلادهم ستتولى الأمور بنفسها، ربما من خلال إقامة منطقة عازلة في جنوب لبنان. وقال المبعوث الإسرائيلي إنه “إذا استمرت هذه الهجمات، أكرر أن الوضع سوف يتصاعد وقد يؤدي إلى حرب واسعة النطاق. يجب محاسبة لبنان على العدوان الذي ينفذ من أراضيه”.
وأضافت الصحيفة، “قال محمد خالد الخياري، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، لأعضاء مجلس الأمن إنه على الرغم من أن معظم تبادل إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل كان حول الحدود، إلا أنه بعض الضربات كانت تتعمق في أراضي الطرف الآخر، ما “يثير شبح صراع لا يمكن احتواؤه وله عواقب مدمرة على شعبي البلدين”. وأضاف الخياري أن “خطر سوء التقدير ومزيد من التصعيد يتزايد مع استمرار الصراع في غزة”. وأعربت لانا نسيبة، مبعوثة دولة الإمارات العربية المتحدة، عن قلق العالم العربي من أنه في غياب “قرارات جريئة وربما غير مريحة” لوقف الانجراف نحو الصراع الإقليمي، فإن “البديل هو أن يمتد مشهد الجحيم في غزة إلى الضفة الغربية وإسرائيل ولبنان وأجزاء أخرى من الشرق الأوسط”.
وبحسب الصحيفة، “قال خالد الجندي، زميل بارز في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، إن العدد غير المتناسب من القتلى الفلسطينيين أظهر أن القوات الإسرائيلية تشن حملة مبالغة في محاولة لردع الانتفاضة في الضفة الغربية تضامناً مع غزة. وأضاف: “العقلية الإسرائيلية هي أنهم يعتقدون أنهم يمنعون انتفاضة ثالثة. لكنني أعتقد أن الطريقة التي يعملون بها، ربما تكون أشبه بالتسبب في حدوث ذلك”. وأشار إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باعتباره عنصرا متفجرا بشكل خاص في الحالة القابلة للاشتعال في المنطقة. وقال الجندي: “نتنياهو، بصراحة، هو الذي يملي الشروط على كل الجبهات، في غزة، على حدود لبنان، وفي كل أنحاء المنطقة، لأسباب تتعلق به. هذه حربه. أعتقد أنه في كل يوم يمضي، فإننا نقترب من التوسع الإقليمي لهذه الفوضى”.”
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى